Blog Image

قصيدة أَفي أَثَرِ الأَظعانِ عَينُكَ تَلمَحُ للشاعر الراعي النُمَيري


أَفــي أَثَــرِ الأَظــعـانِ عَـيـنُـكَ تَـلمَـحُ

نَــعَــم لا تَهَــنّــا إِنَّ قَــلبَـكَ مِـتـيَـحُ


ظَـــعـــائِنُ مِـــئنـــافٍ إِذا مَــلَّ بَــلدَةً

أَقـــامَ الرِكـــابَ بـــاكِـــرٌ مُـــتَـــرَوَّحُ


مِـنَ المُـتـبِـعـيـنَ الطَرفَ في كُلِّ شَتوَةٍ

سَـنـا البَـرقِ يَـدعوهُ الرَبيعُ المُطَرِّحُ


يُـسـامـي الغَـمـامَ الغُـرَّ ثُـمَّ مَـقـيـلُهُ

مِــنَ الشَــرَفِ الأَعــلى حِـسـاءٌ وَأَبـطَـحُ


رَعَــيـنَ قَـرارَ المُـزنِ حَـيـثُ تَـجـاوَبَـت

مَـــذاكٍ وَأَبـــكـــارٌ مِـــنَ المُــزنِ دُلَّحُ


بِــلادٌ يَــبُـزُّ الفَـقـعُ فـيـهـا قِـنـاعَهُ

كَـمـا اِبـيَـضَّ شَـيـخٌ مِـن رِفـاعَـةَ أَجـلَحُ


أَقــامَــت بِهِ حَــدَّ الرَبــيــعِ وَجـارُهـا

أَخــو سَــلوَةٍ مَــسّــى بِهِ اللَيـلُ أَمـلَحُ


فَـلَمّـا اِنـتَهـى نَـيُّ المَـرابيعِ أَزمَعَت

خُــفــوفــاً وَأَولادُ المَــصــايِـيـفِ رُشَّحُ


رَماها السَفا وَاِعتَزَّها الصَيفُ بَعدَما

طَـــبـــاهُــنَّ رَوضٌ مِــن زُبــالَةَ أَفــيَــحُ


وَحــارَبَــتِ الهَــيــفُ الشِــمـالَ وَآذَنَـت

مَــذانِــبُ مِــنــهـا اللَدنُ وَالمُـتَـصَـوِّحُ


تَـحَـمَّلـنَ مِـن ذاتِ التَـنـانـيـرِ بَعدَما

مَــضــى بَــيــنَ أَيـديـهـا سَـوامٌ مُـسَـرَّحُ


وَعــالَيــنَ رَقــمــاً فَـوقَ رَقـمٍ كَـسَـونَهُ

قَـــنـــا عَـــرعَـــرٍ فــيــهِ أَوانِــسُ وُضَّحُ


عَــلى كُــلِّ عَــجــعـاجٍ إِذا عَـجَّ أَقـبَـلَت

لَهـــاةٌ تُـــلاقــيــهــا مَــخــالِبُ كُــلَّحُ


تَــبَــصَّرتُهُــم حَــتّــى إِذا حـالَ دونَهُـم

رُكــامٌ وَحــادٍ ذو غَــذامــيــرَ صَــيــدَحُ


وَقُـــلنَ لَهُ حُـــثَّ الجِـــمـــالَ وَغَــنِّهــا

بِـــصَـــوتِــكَ وَالحــادي أَحَــثُّ وَأَنــجَــحُ


بِـإِحـدى قَـيـاقِ الحَـزنِ فـي يَومِ قُتمَةٍ

وَضـاحـي السَـرابِ بَـيـنَـنـا يَـتَـضَـحـضَـحُ


تَـــواضَـــعُ أَطـــرافِ المَـــخــارِمِ دونَهُ

وَتَــبـدو إِذا مـا غَـمـرَةُ الآلِ تَـنـزَحُ


فَـلَمّـا دَعـا داعـي الصَـبـاحِ تَـفـاضَلَت

بِــرُكــبـانِهـا صُهـبُ العَـثـانـيـنِ قُـرَّحُ


لَحِـقـنـا بِـحَـيٍّ أَوَّبـوا السَـيـرَ بَعدَما

دَفَـعـنـا شُـعـاعَ الشَـمسِ وَالطَرفُ مُجنَحُ


تُـــدافِـــعُهُ عَـــنّـــا الأَكُــفُّ وَتَــحــتَهُ

مِــنَ الحَــيِّ أَشــبــاحٌ تَــصـولُ وَتَـمـصَـحُ


فَــلَمّـا لَحِـقـنـا وَاِزدَهَـتـنـا بَـشـاشَـةٌ

لِإِتــيــانِ مَــن كُــنّــا نَــوَدُّ وَنَــمــدَحُ


أَتَــتــنــا خُـزامـى ذاتُ نَـشـرٍ وَحَـنـوَةٌ

وَراحٌ وَخَــطّــامٌ مِــنَ المِــســكِ يَــنـفَـحُ


فَــنِــلنــا غِـراراً مِـن حَـديـثٍ نَـقـودُهُ

كَـمـا اِغـبَـرَّ بِـالنَـصِّ القَضيبُ المُسَمَّحُ


نُــقــارِبُ أَفــنــانَ الصِــبــى وَيَـرُدُّنـا

حَــيــاءٌ إِذا كِــدنــا نُــلِمُّ فَــنَــجـمَـحُ


حَــرائِرُ لا يَــدريـنَ مـا سـوءُ شـيـمَـةٍ

وَيَـتـرُكـنَ مـا يُـلحـى عَـلَيـهِ فَـيُـفـصِـحُ


فَــأَعــجَــلَنــا قُــربُ المَــحَــلِّ وَأَعـيُـنٌ

إِلَيــنــا فَــخِــفــنــاهـا شَـواخِـصُ طُـمَّحُ


فَـكـائِن تَـرى فـي القَـومِ مِـن مُـتَـقَنِّعٍ

عَـلى عَـبـرَةٍ كـادَت بِهـا العَـينُ تَسفَحُ


لَهُ نَـــظـــرَتـــانِ نَـــحــوَهُــنَّ وَنَــظــرَةٌ

إِلَيــنــا فَــلِلَّهِ المَــشــوقُ المُــتَــرَّحُ


كَــحَــرّانِ مَــنــتــوفِ الذِراعَــيـنِ صَـدَّهُ

عَــــنِ المـــاءِ فُـــرّاطٌ وَوِردٌ مُـــصَـــبَّحُ


فَــقــامَ قَــليــلاً ثُــمَّ بــاحَ بِــحـاجَـةٍ

مُــــصَـــرَّدُ أَشـــرابٍ مُـــرَمّـــىً مُـــنَـــشَّحُ


إِلى المُـصـطَفى بِشرِ بنِ مَروانَ ساوَرَت

بِــنــا اللَيــلَ حــولٌ كَـالقِـداحِ وَلُقَّحُ


نَــقــانِــقُ أَشــبــاهٌ بَــرى قَـمَـعـاتِهـا

بُــــكـــورٌ وَإِســـآدٌ وَمَـــيـــسٌ مُـــشَـــيَّحُ


فَــلَم يَــبــقَ إِلّا آلُ كُــلِّ نَــجــيــبَــةٍ

لَهـــا كـــاهِـــلٌ جَـــأبٌ وَصُــلبٌ مُــكَــدَّحُ


ضُـــبـــارِمَـــةٌ شُـــدقٌ كَــأَنَّ عُــيــونَهــا

بَــقــايــا جِــفـارٍ مِـن هَـرامـيـتَ نُـزَّحُ


فَـلَو كُـنَّ طَـيـراً قَـد تَـقَـطَّعـنَ دونَـكُـم

بِـغُـبـرِ الصُـوى فـيـهِـنَّ لِلعَـيـنِ مَـطرَحُ


وَلَكِــنَّهـا العـيـسُ العِـتـاقُ يَـقـودُهـا

هُــمــومٌ بِــنــا مُــنـتـابَهـا مُـتَـزَحـزِحُ


بَــنــاتُ نَــحــيــضِ الزَورِ يَــبـرُقُ خَـدُّهُ

عِـــظـــامُ مِـــلاطَـــيـــهِ مَـــوائِرُ جُــنَّحُ


لَهُ عُـــنُـــقٌ عــاري المَــحــالِ وَحــارِكٌ

كَــلَوحِ المَـحـانـي ذو سَـنـاسِـنَ أَفـطَـحُ


وَرِجـــلٌ كَـــرِجــلِ الأَخــدَرِيِّ يَــشُــلُّهــا

وَظــيــفٌ عَــلى خُــفِّ النَــعــامَــةِ أَروَحُ


يُــقَــلِّبُ عَــيــنَــي فَــرقَــدٍ بِــخَــمـيـلَةٍ

كَــســاهــا نَــصِــيُّ الخِـلفَـةِ المُـتَـرَوِّحُ


تَـرَوَّحـنَ مِـن حَـزمِ الجُـفـولِ فَـأَصـبَـحَـت

هِـــضـــابُ شَــرَورى دونَهــا وَالمُــضَــيَّحُ


وَمـا كـانَـتِ الدَهـنـا لَهـا غَيرَ ساعَةٍ

وَجَــوَّ قَــســاً جــاوَزنَ وَالبـومُ يَـضـبَـحُ


سَـــمـــامٌ بِــمَــومــاةٍ كَــأَنَّ ظِــلالَهــا

جَـــنـــائِبُ تَـــدنـــو تــارَةً وَتَــزَحــزَحُ


وَلَمّــا رَأَت بُــعــدَ المِــيــاهِ وَضَـمَّهـا

جَــنــاحــانِ مِــن لَيـلٍ وَبَـيـداءُ صَـردَحُ


وَأَغــسَــت عَــلَيــهـا طِـرمِـسـاءُ وَعُـلِّقَـت

بِهَـــجـــرٍ أَداوى رَكــبِهــا وَهــيَ نُــزَّحُ


حَــذاهــا بِـنـا روحٌ زَواجِـلُ وَاِنـتَـحَـت

بِـــأَجـــوازِهــا أَيــدٍ تَــمُــدُّ وَتَــنــزَحُ


فَــأَضــحَـت بِـمَـجـهـولِ الفَـلاةِ كَـأَنَّهـا

قَــراقــيــرُ فــي آذِيِّ دِجــلَةَ تَــســبَــحُ


لَهـامـيـمُ فـي الخَـرقِ البَـعيدِ نِياطُهُ

وَراءَ الَّذي قـــالَ الأَدِلّاءُ تُـــصــبِــحُ


فَـمـا أَنـا إِن كـانَـت أَعـاصـيـرُ فِتنَةٍ

قُــــلوبُ رِجـــالٍ بَـــيـــنَهُـــنَّ تَـــطَـــوَّحُ


كَـمَـن بـاعَ بِـالإِثـمِ التُـقـى وَتَـفَرَّقَت

بِهِ طُـــرُقُ الدُنـــيــا وَنَــيــلٌ مُــتَــرَّحُ


رَجَــوتُ بُــحــوراً مِــن أُمَــيَّةــَ دونَهــا

عَـــدُوٌّ وَأَركـــانٌ مِــنَ الحَــربِ تَــرمَــحُ


وَمـا الفَـقرُ مِن أَرضِ العَشيرَةِ ساقَنا

إِلَيـــكَ وَلَكِـــنّــا بِــقُــربِــكَ نَــبــجَــحُ


وَقَــد عَــلِمَ الأَقــوامُ أَنَّكــَ تَــشـتَـري

جَـمـيـلَ الثَـنـا وَالحَـمدُ أَبقى وَأَربَحُ


وَأَنـتَ اِمـرُؤٌ تَـروي السِـجـالَ وَيَـنتَحي

لِأَبــعَــدَ مِــنّــا سَــيــبُــكَ المُــتَـمَـنِّحُ


وَإِنَّكــــــَ وَهّــــــابٌ أَغَــــــرُّ وَتــــــارَةً

هِــزَبــرٌ عَـلَيـهِ نُـقـبَـةُ المَـوتِ أَصـبَـحُ


أَبــوكَ الَّذي نَــجّــى بِــيَــثــرِبَ قَــومَهُ

وَأَنــتَ المُـفَـدّى مِـن بَـنـيـهِ المَـمَـدَّحُ


إِذا مـا قُـرَيشُ المُلكِ يَوماً تَفاضَلوا

بَــدا ســابِــقٌ مِــن آلِ مَــروانَ أَقــرَحُ


فَـإِن تَـنءِ داراً يا اِبنَ مَروانَ غَربَةٌ

بِــحــاجَــةِ ذي قُــربــى بِـزَنـدِكَ يَـقـدَحُ


فَــيــا رُبَّ مَــن يُــدنــي وَيَــحـسِـبُ أَنَّهُ

يَـــــوَدُّكَ وَالنـــــائي أَوَدُّ وَأَنــــصَــــحُ


هَــجَــوتُ زُهَــيــراً ثُــمَّ إِنّــي مَــدَحــتُهُ

وَمــا زالَتِ الأَشــرافُ تُهـجـى وَتُـمـدَحُ


فَــلَم أَدرِ يُــمــنـاهُ إِذا مـا مَـدَحـتُهُ

أَبِــالمــالِ أَم بِــالمَـشـرَفِـيَّةـِ أَنـفَـحُ


وَذي كُــلفَــةٍ أَغـراهُ بـي غَـيـرُ نـاصِـحٍ

فَـــقُـــلتُ لَهُ وَجــهُ المُــحَــرِّشِ أَقــبَــحُ


وَإِنّــي وَإِن كُــنــتُ المُــسـيـءَ فَـإِنَّنـي

عَــلى كُــلِّ حــالاتــي لَهُ مِـنـهُ أَنـصَـحُ


دَأَبـتُ إِلى أَن يَـنـبُـتَ الظِـلُّ بَـعـدَمـا

تَـقـاصَـرَ حَـتّـى كـادَ فـي الآلِ يَـمـصَـحُ


وَجـيـفَ المَـطـايـا ثُـمَّ قُـلتُ لِصُـحـبَـتي

وَلَم يَــنــزِلوا أَبــرَدتُــمُ فَــتَـرَوَّحـوا


شاركنا بتعليق وشرح مفيد