قصيدة أَشِدَّةٌ ما أَراهُ مِنكَ أَم كَرَمُ للشاعر أبو فِراس الحَمَداني
أَشِـــدَّةٌ مـــا أَراهُ مِـــنـــكَ أَم كَــرَمُ
تَـجـودُ بِـالنَـفـسِ وَالأَرواحُ تُـصـطَـلَمُ
يـا بـاذِلَ النَفسِ وَالأَموالِ مُبتَسِماً
أَمــــا يَهــــولُكَ لامَـــوتٌ وَلا عَـــدَمُ
لَقَـد ظَـنَـنـتُـكَ بَـيـنَ الجَـحفَلَينِ تَرى
أَنَّ السَـلامَـةَ مِـن وَقـعِ القَـنـا تَصِمُ
نَـشَـدتُـكَ اللَهَ لاتَـسـمَـح بِـنَـفسِ عُلاً
حَـيـاةُ صـاحِـبِهـا تَـحـيـا بِها الأُمَمُ
هِـــيَ الشَـــجــاعَــةُ إِلّا أَنَّهــا سَــرَفٌ
وَكُـــلُّ فَـــضـــلِكَ لاقَـــصــدٌ وَلا أَمَــمُ
إِذا لَقـيـتَ رِقـاقَ البـيـضِ مُـنـفَـرِداً
تَـحـتَ العَـجـاجَـةِ لَم تُـستَكثَرِ الخَدَمُ
تَـفـدي بِـنَـفـسِـكَ أَقـوامـاً صَـنَـعـتَهُـمُ
وَكـــانَ حَـــقُّهــُمُ أَن يَــفــتَــدوكَ هُــمُ
وَمَـن يُـقـاتِـلُ مَـن تَـلقى القِتالَ بِهِ
وَلَيـسَ يَـفـضُـلُ عَـنـكَ الخَـيـلُ وَالبُهُمُ
تَــضِــنُّ بِــالحَـربِ عَـنّـا ضَـنَّ ذي بُـخَـلٍ
وَمِــنــكَ فـي كُـلِّ حـالٍ يُـعـرَفُ الكَـرَمُ
لاتَــبــخَــلَنَّ عَـلى قَـومٍ إِذا قُـتِـلوا
أَثـنـى عَـلَيـكَ بَـنـو الهَيجاءِ دونَهُمُ
أُلبِـسـتَ مـالَبِـسـوا أُركِـبتَ مارَكِبوا
عُـرِّفـتَ مـاعَـرَفـوا عُـلِّمـتَ مـاعَـلِمـوا
كَــمــا أُريــتَ بِـبـيـضٍ أَنـتَ واهِـبُهـا
عَـلى خُـيـولِكَ خـاضوا البَحرَ وَهوَ دَمُ
هُــمُ الفَــوارِسُ فــي أَيــديــهِـمُ أَسَـلٌ
فَــإِن رَأَوكَ فَــأُســدٌ وَالقَــنــا أَجَــمُ
قـالوا المَـسـيـرُ فَهَزَّ الرِمحُ عامِلَهُ
وَاِرتـاحَ فـي جَفنِهِ الصَمصامَةُ الخَذِمُ
وَطـالَبَـتـنـي بِـمـا سـاءَ العُـداةَ يَدٌ
عَــوَّدتُهــا مـاتَـشـاءُ الذِئبُ وَالرَخَـمُ
حَــقّــاً لَقَــد سـاءَنـي أَمـرٌ ذُكِـرتُ لَهُ
لَولا فِـــراقُـــكَ لَم يــوجَــد لَهُ أَلَمُ
لا تَـشـغَـلَنّـي بِـأَمـرِ الشـامِ أَحـرُسُهُ
إِنَّ الشَـــآمَ عَـــلى مَـــن حَـــلَّهُ حَــرَمُ
فَــإِنَّ لِلثَــغــرِ ســوراً مِــن مَهـابَـتِهِ
صُــحــورُهُ مِــن أَعــادي أَهــلِهِ قِــمَــمُ
لا يَـحـرِمَـنِّيـَ سَـيـفُ الديـنِ صُـحـبَـتَهُ
فَهيَ الحَياةُ الَّتي تَحيا بِها النَسَمُ
وَمــا اِعــتَـرَضـتُ عَـلَيـهِ فـي أَوامِـرِهِ
لَكِـــن سَـــأَلتُ وَمِــن عــاداتِهِ نَــعَــمُ
شاركنا بتعليق وشرح مفيد