Blog Image

قصيدة أَراكَ أَكبَرتَ إِدماني عَلى الدِمَنِ للشاعر أَبو تَمّام


أَراكَ أَكـبَـرتَ إِدمـانـي عَلى الدِمَنِ

وَحَـمـلي الشَـوقَ مِـن بـادٍ وَمُـكـتَـمِنِ


لا تُـكـثِـرَنَّ مَـلامـي إِن عَـكَفتُ عَلى

رَبـعِ الحَـبـيـبِ فَلَم أَعكُف عَلى وَثَنِ


سَـلَوتُ إِن كُـنتُ أَدري ما تَقولُ إِذَن

مَـجَّتـ مَـقـالَتَهـا فـي وَجـهِهـا أُذُني


الحُــبُّ أَولى بِــقَــلبـي فـي تَـصَـرُّفِهِ

مِـن أَن يُـغـادِرَنـي يَـومـاً بِلا شَجَنِ


حَلَبتُ صَرفَ النَوى صَرفَ الأَسى وَحَداً

بِـالبَـثِّ في دَولَةِ الإِغرامِ وَالدَدَنِ


فَـمـا وَجَدتُ عَلى الأَحشاءِ أَوقَدَ مِن

دَمـعٍ عَـلى وَطَـنٍ لي فـي سِـوى وَطَـني


صَـيَّرتُ لي مِـن تَـبـاري عَبرَتي سَكَناً

مُـذ صِـرتُ فَـرداً بِـلا إِلفٍ وَلا سَكَنِ


مَـن ذا يُـعَـظِّمـُ مِقدارَ السُرورِ بِمَن

يَهـوى إِذا لَم يُـعَـظِّمـ مَوضِعَ الحَزَنِ


العيسُ وَالهَمُّ وَاللَيلُ التِمامُ مَعاً

ثَــلاثَــةٌ أَبَــداً يُــقــرَنَّ فــي قَــرَنِ


أَقـولُ لِلحُـرَّةِ الوَجـنـاءِ لا تَهِـنـي

فَـقَـد خُـلِقـتِ لِغَـيـرِ الحَوضِ وَالعَطَنِ


ما يُحسِنُ الدَهرُ أَن يَسطو عَلى رَجُلٍ

إِذا تَــعَــلَّقَ حَـبـلاً مِـن أَبـي حَـسَـنِ


كَـم حـالَ فَـيـضُ نَـداهُ يَـومَ مُـعـضِلَةٍ

وَبَـأسُهُ بَـيـنَ مَـن يَـرجـوهُ وَالمِـحَـنِ


كَــأَنَّنــي يَــومَ جَــرَّدتُ الرَجــاءَ لَهُ

عَـضـبـاً أَخَـذتُ بِهِ سَيفاً عَلى الزَمَنِ


فَـتـىً تَـريـشُ جَـنـاحَ الجـودِ راحَـتُهُ

حَـتّـى يُـخـالَ بِـأَنَّ البُـخـلَ لَم يَـكُنِ


وَتَشتَري نَفسُهُ المَعروفَ بِالثَمَنِ ال

غـالي وَلَو أَنَّهـا كـانَـت مِنَ الثَمَنِ


أَمـــوالُهُ وَعِـــداهُ مِـــن مَـــواهِــبِهِ

وَبَــأسُهُ يَـطـلُبـونَ الدَهـرَ بِـالإِحَـنِ


يُـقَـشِّعـُ الفِـتَـنَ المُـسـوَدَّ جـانِـبُهـا

وَمـالُهُ مِـن نَـداهُ الدَهـرَ فـي فِـتَنِ


إِذا بَــدا لَكَ مُــرٌّ فــي كَــتـائِبِهِـم

لَم يُـحـجَبِ المَوتُ عَن روحٍ وَلا بَدَنِ


كَــم فـي العُـلى وَالمَـجـدِ مِـن بِـدَعٍ

إِذا تُـصُـفِّحـَت اِخـتـيـرَت عَلى السُنَنِ


قَــومٌ إِذا هَــطَــلَت جــوداً أَكُــفُّهــُمُ

عَلِمتَ أَنَّ النَدى مُذ كانَ في اليَمَنِ


شاركنا بتعليق وشرح مفيد