قصيدة أَحارِ بنَ عَبدٍ لِلدُموعِ البَوادِرِ للشاعر الراعي النُمَيري
أَحــارِ بــنَ عَــبــدٍ لِلدُمـوعِ البَـوادِرِ
وَلِلجَــدِّ أَمــسـى عَـظـمُهُ فـي الجَـبـائِرِ
تَــجــيــءُ اِبــنَ بَـعّـاجٍ نُـسـورٌ كَـأَنَّهـا
مَــجــالِسُ تَـبـغـي بَـيـعَـةً عِـنـدَ تـاجِـرِ
تُـــطـــيـــفُ بِـــكَــلبِــيٍّ عَــلَيــهِ جَــدِيَّةٌ
طَـويـلِ القَـرا يَـقـذِفـنَهُ في الحَناجِرِ
يَــقــولُ لَهُ مَــن كــانَ يَــعــلَمُ عِــلمَهُ
كَـذاكَ اِنـتِـقـامُ اللَهِ مِـن كُـلِّ فـاجِـرِ
كَـأَنَّ بَـقـايـا الجَـيـشِ جَيشِ اِبنِ باعِجٍ
أَطــافَ بِــرُكــنٍ مِــن عَــمــايَــةَ فـاخِـرِ
وَبــيــضٍ رِقــاقٍ قَــد عَــلَتــهُــنَّ كَـبـرَةٌ
يُداوى بِها الصادُ الَّذي في النَواظِرِ
إِذا اِستُكرِهَت في مُعظَمِ البَيضِ أَدرَكَت
مَــراكِــزَ أَرحــاءِ الضُــروسِ الأَواخِــرِ
إِذا اِنـسَـلَخَ الشَهـرُ الحَـرامُ فَـوَدِّعـي
بِــلادَ تَــمــيــمٍ وَاِنـصُـري أَرضَ عـامِـرِ
وَأُثــنــي عَـلى الحَـيَّيـنِ عَـمـرٍ وَمـالِكٍ
ثَــنــاءً يُــوافــيــهِــم بِـنَـجـدٍ وَغـائِرِ
كِــرامٌ إِذا تَــلقــاهُــمُ عَــن جَــنـابَـةٍ
أَعِـفّـاءُ عَـن بَـيـتِ الغَـريـبِ المُـجاوِرِ
نُــوَضِّحــُ بِــالحَـومِ الهِـجـانِ وَنَـقـتَـري
مَــراعِــيَهُ بِــالمُــخــلِصــاتِ الضَـوامِـرِ
بِـــجُـــردٍ عَــلَيــهِــنَّ الأَجِــلَّةُ سُــوِّيَــت
بِـضَـيـفِ الشِـتـاءِ وَالبَـنـيـنَ الأَصاغِرُ
وَجَــــدتَ سَــــوامَ الحَــــيِّ عَــــرَّضَ دونَهُ
فَــــوارِسَ أَبـــطـــالٌ لِطـــافُ المَـــآزِرِ
فَـلَمّـا اِلتَـقَـت فُـرسـانُـنـا وَرِجـالُهُـم
دَعَـوا يـا لَكَـلبٍ وَاِعـتَـزَيـنـا لِعـامِرِ
تُــلاعِــبُ أَولادَ المَهــا بِــكُــراتِهــا
بِـإِثـبـيـتَ فَـالجَـرعـاءِ ذاتِ الأَبـاتِرِ
نَــشَــرنــاهُـمُ أَيّـامَ إِثـبـيـتَ بَـعـدَمـا
شَـفَـيـنـا غِـلالاً بِـالرِمـاحِ العَـواتِرِ
رَعَــت مِــن خُــفــافٍ حــيـنَ بَـقَّ عِـيـابَهُ
وَحَــلَّ الرَوايــا كُــلُّ أَســحَــمَ مــاطِــرِ
جَــعَــلنَ حُــبَــيّــاً بِـاليَـمـيـنِ وَنَـكَّبـَت
كُــبَــيــســاً لِوِردٍ مِــن ضَـئيـدَةَ بـاكِـرِ
فَــلَبَّثـَهـا الراعـي قَـليـلاً كَـلا وَلا
بِــلَوذانَ أَو مــا حَــلَّلَت بِــالكَـراكِـرِ
وَطَـــبَّقـــنَ عُــرضَ القُــفِّ لَمّــا عَــلَونَهُ
كَــمــا طَـبَّقـَت بِـالعَـظـمِ مُـديَـةَ جـازِرِ
تَـرى الطَـرِفـاتِ العـيـطَ مِـن بَكَراتِها
يُـــرَعـــنَ إِلى أَلواحِ أَعــسَــرَ جــاسِــرِ
أَلَم يَــأتِ حَــيّــاً بِـالجَـريـبِ مَـحَـلُّنـا
وَحَــيّــاً بِــأَعــلى غَــمـرَةٍ فَـالأَبـاتِـرِ
تَــرَكــنَ رِجــالَ العُـنـظُـوانِ تَـنـوبُهُـم
ضِــبــاعُ خُــفــافٍ مِــن وَراءِ الأَبـاتِـرِ
إِذا الرَمــلُ لَم يَــعـرِض لَهُ بِـخُـصـورِهِ
تَــعَــسَّفــنَ مِــنــهُ كُــلَّ كَـبـداءَ عـاقِـرِ
وَكُــــلُّ رُدَيــــنِــــيٍّ إِذا هُـــزَّ أَرقَـــلَت
أَنــابــيـبُهُ بَـيـنَ الكُـعـوبِ الحَـوادِرِ
فَـمـا وَجَـدَت بِـالمُـنـتَـصـى غَـيـرَ عانَةٍ
عَــلى حَــشــرَجٍ يَــضــرِبـنَهُ بِـالحَـوافِـرِ
يُــجــاوِبــنَ مِـليـاحـاً كَـأَنَّ حَـنـيـنَهـا
قُـبَـيـلَ صَـلاةِ الصُـبـحِ تَـرجـيـعُ زامِـرِ
فَـمـا رَوِيَـت حَـتّـى اِسـتَـبـانَ سُـقـاتُها
قُــطـوعـاً لِمَـحـبـوكٍ مِـنَ الليـفِ حـادِرِ
شاركنا بتعليق وشرح مفيد