قصيدة أَبى فَلا شَنَباً يَهوى وَلا فَلَجا للشاعر أَبو تَمّام
أَبــى فَــلا شَـنَـبـاً يَهـوى وَلا فَـلَجـا
وَلا اِحــوِراراً يُــراعـيـهِ وَلا دَعَـجـا
كَــفــى فَــقَــد فَــرَّجَـت عَـنـهُ عَـزيـمَـتُهُ
ذاكَ الوَلوعَ وَذاكَ الشَـوقَ فَـاِنـفَـرَجا
كـانَـت حَـوادِثُ فـي مـوقـانَ مـا تَـرَكَت
لِلخُــرَّمِــيَّةــِ لا رَأســاً وَلا ثَــبَــجــا
تَهَــضَّمــَت كُــلَّ قَــرمٍ كــانَ مُهــتَــضِـمـاً
وَفَــتَّحــَت كُــلَّ بــابٍ كــانَ مُــرتَــتِـجـا
أَبــلِغ مُــحَــمَّداً المُــلقــي كَــلاكِــلَهُ
بِــأَرضٍ خُــشَّ أَمــامَ القَـومِ قَـد لُبِـجـا
مـا سَـرَّ قَـومَـكَ أَن تَـبـقـى لَهُـم أَبَداً
وَأَنَّ غَــيــرَكَ كـانَ اِسـتَـنـزَلَ الكَـذَجـا
لَمّا قَرا الناسُ ذاكَ الفَتحَ قُلتُ لَهُم
وَقــائِعٌ حَــدِّثــوا عَــنـهـا وَلا حَـرَجـا
أَضــاءَ سَــيــفُــكَ لَمّــا اِجـتُـثَّ أَصـلُهُـمُ
مـا كـانَ مِن جانِبَي تِلكَ البِلادِ دَجا
مِـن بَـعـدِ مـا غودِرَت أُسدُ العَرينِ بِهِ
يَـتـبَـعـنَ قَسراً رَعاعَ الفِتنَةِ الهَمَجا
لا تَــعــدَمَــنَّ بَـنـو نَـبـهـانَ قـاطِـبَـةً
مَـشـاهِـداً لَكَ أَمـسَـت فـي العُلى سُرُجا
إِن كــانَ يَــأرَجُ ذِكــرٌ مِــن بَــراعَــتِهِ
فَــإِنَّ ذِكــرَكَ فــي الآفــاقِ قَـد أَرِجـا
وَيَـــومَ أَرشَـــقَ وَالآمـــالُ مُـــرشِــقَــةٌ
إِلَيــكَ لا تَــتَــبَـغّـى عَـنـكَ مُـنـعَـرَجـا
أَرضَــعــتَهُــم خِـلفَ مَـكـروهٍ فَـطَـمـتَ بِهِ
مَـن كـانَ بِـالحَـربِ مِـنـهُم قَبلَهُ لَهِجا
لِلَّهِ أَيّـــامُـــكَ اللاتــي أَغَــرتَ بِهــا
ضَـفـرَ الهُـدى وَقَـديـمـاً كانَ قَد مَرَجا
كـانَـت عَلى الدينِ كَالساعاتِ مِن قِصَرٍ
وَعَــدَّهــا بــابَــكٌ مِـن طـولِهـا حِـجَـجـا
أَصــبَـحـتَ تَـدلِفُ بِـالأَرضِ الفَـضـاءِ لَهُ
نَـصـبـاً وَأَصـبَـحَ فـي شِـعـبَيهِ قَد لَحِجا
عــادَت كَــتــائِبُهُ لَمّــا قَــصَــدتَ لَهــا
ضَــحــاضِـحـاً وَلَقَـد كـانَـت تُـرى لُجَـجـا
لَمّــا أَبَــوا حُــجَــجَ القُــرآنِ واضِـحَـةً
كـانَـت سُـيـوفُـكَ فـي هـامـاتِهِـم حُـجُجا
أَقــبَــلتَهُ فَــخــمَـةً جَـأواءَ لَسـتَ تَـرى
فـي نَـظـمِ فُـرسـانِهـا أَمتاً وَلا عِوَجا
إِذا عَــــلا رَهَـــجٌ جَـــلَّت صَـــوارِمُهـــا
وَالذُبَّلـُ الزُرقُ مِـنـهـا ذَلِكَ الرَهَـجـا
بــيــضٌ وَسُــمــرٌ إِذا مـا غَـمـرَةٌ زَخَـرَت
لِلمَـوتِ خُـضـتَ بِهـا الأَرواحَ وَالمُهَجا
نَــزّالَةٌ نَــفـسَ مَـن لاقَـت وَلا سِـيَـمـا
إِن صــادَفَـت ثُـغـرَةً أَو صـادَفَـت وَدَجـا
رَأيُ الحُـمَـيـدَيـنِ أَلقَـحـتَ الأُمورَ بِهِ
مَن أَلقَحَ الرَأيَ في يَومِ الوَغى نَتَجا
لَو عــايَــنــاكَ لَقــالا بَهــجَـةً جَـذَلاً
أَبـرَحـتَ أَيسَرُ ما في العِرقِ أَن يَشِجا
أَحَـطـتَ بِـالحَـزمِ حَـيـزومـاً أَخـا هِـمَـمٍ
كَـشّـافَ طَـخـيـاءَ لا ضَـيـقـاً وَلا حَرَجا
فَــالثَــغـرُ وَالسـاكِـنـوهُ لا يَـؤودُهُـمُ
مـا عِـشتَ فيهِم أَطارَ الدَهرُ أَم دَرَجا
سَــمَّوا حُــسـامَـكَ وَالهَـيـجـاءُ مُـضـرَمَـةٌ
كَـربَ العُـداةِ وَسَـمَّوا رَأيَـكَ الفَـرَجـا
إِن يَـنـجُ مِـنـكَ أَبـو نَـصـرٍ فَـعَـن قَـدَرٍ
تَـنـجـو الرِجـالُ وَلَكِـن سَـلهُ كَيفَ نَجا
قَــد حَــلَّ فــي صَـخـرَةٍ صَـمّـاءَ مُـعـنِـقَـةٍ
فَـاِنـحِـت بِـرَأيِـكَ فـي أَوعـارِهـا دَرَجا
وَغـــادِهِ بِـــسُـــيـــوفٍ طــالَمــا شُهِــرَت
فَـأَخـلَفَـت مُـتـرَفـاً مـا كـانَ قَبلُ رَجا
وَشُـــزَّبٍ مُـــضــمَــراتٍ طــالَمــا خَــرَقَــت
مِـنَ القَـتـامِ الَّذي كـانَ الوَغى نَسَجا
وَيــوسُــفِــيِّيـنَ يَـومَ الرَوعِ تَـحـسِـبُهُـم
هـوجـاً وَمـا عَـرَفـوا أَفـناً وَلا هَوَجا
مِــن كُـلِّ قَـرمٍ يَـرى الإِقـدامَ مَـأدُبَـةً
إِذا خَـدا مُـعـلِمـاً بِـالسَـيفِ أَو وَسَجا
تَــنــعــى مُــحَــمَّداً الثــاوي رِمـاحُهُـمُ
وَيَــســفَــحــونَ عَــلَيــهِ عَــبـرَةً نَـشَـجـا
قَـد كـانَ يَعلَمُ إِذ لاقى الحِمامَ ضُحىً
لا طــالِبــاً وَزَراً مِــنــهُ وَلا وَحَـجـا
أَن سَــوفَ تُهــدى إِلى آثــارِهِ بُهُــمــاً
يُـمـسـي الرَدى مُـسـرِيـاً فيها وَمُدَّلِجا
لَو لَم يَــكُــن هَـكَـذا هَـذا لَدَيـهِ إِذاً
مـا مـاتَ مُـسـتَـبـشِراً بِالمَوتِ مُبتَهِجا
لَو أَنَّ فِــعــلَكَ أَمــســى صــورَةً لَثَــوى
بَـدرُ الدُجـى أَبَـداً مِـن حُـسـنِها سَمِجا
شاركنا بتعليق وشرح مفيد