Blog Image

قصيدة أَبدَت أَسىً أَن رَأَتني مُخلِسَ القُصَبِ للشاعر أَبو تَمّام


أَبـدَت أَسـىً أَن رَأَتـنـي مُخلِسَ القُصَبِ

وَآلَ مــا كــانَ مِــن عُـجـبٍ إِلى عَـجَـبِ


سِــتٌّ وَعِــشـرونَ تَـدعـونـي فَـأَتـبَـعُهـا

إِلى المَـشـيـبِ وَلَم تَـظـلِم وَلَم تَـحُبِ


يَـومـي مِنَ الدَهرِ مِثلُ الدَهرِ مُشتَهِرٌ

عَـزمـاً وَحَـزمـاً وَسـاعـي مِنهُ كَالحِقَبِ


فَـأَصـغِـري أَنَّ شَـيـبـاً لاحَ بـي حَـدَثاً

وَأَكـبِـري أَنَّنـي فـي المَهـدِ لَم أَشِـبِ


وَلا يُــؤَرِّقــكِ أَيــمـاضُ القَـتـيـرِ بِهِ

فَــإِنَّ ذاكَ اِبــتِـسـامُ الرَأيِ وَالأَدَبِ


رَأَت تَــشَــنُّنــَهُ فَــاِهــتــاجَ هـائِجُهـا

وَقــالَ لاعِـجُهـا لِلعَـبـرَةِ اِنـسَـكِـبـي


لا تُـنـكِـري مِـنـهُ تَـخـديـداً تَـجَـلَّلَهُ

فَـالسَـيفُ لا يُزدَرى إِن كانَ ذا شُطَبِ


لا يَـطـرُدُ الهَـمَّ إِلّا الهَـمُّ مِن رَجُلٍ

مُــقَــلقِــلٍ لِبَـنـاتِ القَـفـرَةِ النُـعُـبِ


مــاضٍ إِذا الكُـرَبُ اِلتَـفَّتـ رَأَيـتَ لَهُ

بِــوَخــدِهِـنَّ اِسـتِـطـالاتٍ عَـلى النُـوَبِ


سَـتُـصِبحُ العيسُ بي وَاللَيلُ عِندَ فَتىً

كَـثـيـرِ ذِكـرِ الرِضا في ساعَةِ الغَضَبِ


صَــدَفــتُ عَــنــهُ فَــلَم تَــصـدِف مَـوَدَّتُهُ

عَــنّــي وَعــاوَدَهُ ظَــنّــي فَــلَم يَــخِــبِ


كَــالغَــيــثِ إِن جِــئتَهُ وافـاكَ رَيِّقـُهُ

وَإِن تَـحَـمَّلـتَ عَـنـهُ كـانَ فـي الطَـلَبِ


خَـلائِقَ الحَـسَنِ اِستَوفي البَقاءَ فَقَد

أَصـبَـحـتِ قُـرَّةَ عَـيـنِ المَـجـدِ وَالحَسَبِ


كَـــأَنَّمـــا هُــوَ مِــن أَخــلاقِهِ أَبَــداً

وَإِن ثَــوى وَحــدَهُ فــي جَــحــفَـلٍ لَجِـبِ


صــيــغَــت لَهُ شَـيـمَـةٌ غَـرّاءُ مِـن ذَهَـبٍ

لَكِــنَّهــا أَهــلَكُ الأَشــيــاءِ لِلذَهَــبِ


لَمّــا رَأى أَدَبــاً فـي غَـيـرِ ذي كَـرَمٍ

قَـد ضـاعَ أَو كَـرَمـاً في غَيرِ ذي أَدَبِ


سَما إِلى السورَةِ العَلياءِ فَاِجتَمَعا

فـي فِـعـلِهِ كَـاِجتِماعِ النَورِ وَالعُشُبِ


بَـــلَوتُ مِـــنـــكَ وَأَيّـــامــي مُــذَمَّمــَةٌ

مَـــوَدَّةً وُجِـــدَت أَحــلى مِــنَ النَــشَــبِ


مِـن غَـيـرِ مـا سَـبَـبٍ مـاضٍ كَـفى سَبَباً

لِلحُــرِّ أَن يَـعـتَـفـي حُـرّاً بِـلا سَـبَـبِ


شاركنا بتعليق وشرح مفيد