Blog Image

قصيدة أَبَت آياتُ حُبَّى أَن تَبينا للشاعر الراعي النُمَيري


أَبَــت آيـاتُ حُـبَّى أَن تَـبـيـنـا

لَنـا خَـبَـراً فَـأَبكَينَ الحَزينا


وَكَــيـفَ سُـؤالُنـا عَـرَصـاتِ رَبـعٍ

تُـرِكـنَ بِـقَـفـرَةٍ حَـتّـى بَـليـنـا


وَأَحـجـاراً مِـنَ الصَـوّانِ سُـفـعاً

بِهِــنَّ بَــقِــيَّةــٌ مِــمّـا صَـليـنـا


عَــرَفــنـاهـا مَـنـازِلَ آلِ حُـبّـى

فَلَم نَملِك مِنَ الطَرَبِ العُيونا


تَــراوَحُهــا رَواعِــدُ كُــلِّ هَـيـجٍ

وَأَرواحٌ أَطَــلنَ بِهــا حَـنـيـنـا


بِـدارَةِ مَـكـمَـنٍ سـاقَـت إِلَيـهـا

رِيـاحُ الصَـيـفِ أَرآمـاً وَعـيـنا


حَــفَــرنَ عُــروقُهـا حَـتّـى أَجَـنَّت

مَـقـاتِـلَهـا وَأَضـحَـينَ القُرونا


كِــنــاسُ تَــنــوفَــةٍ ظَـلَّت إِلَيـهِ

هِـجـانُ الوَحـشِ حـارِنَـةً حُـرونا


يَـقِـلنَ بِـعـاسِـمَـيـنِ وَذاتِ رُمـحٍ

إِذا حـانَ المَـقـيـلُ وَيَرتَعينا


كَــأَنَّ بِــكُــلِّ رابِــيَــةٍ وَهَــجــلٍ

مِـنَ الكَـتّـانِ أَبـلاقـاً بُـنينا


وَنــارِ وَديـقَـةٍ فـي يَـومِ هَـيـجٍ

مِنَ الشِعرى نَصَبتُ لَهُ الجَبينا


إِذا مَـــعـــزاءُ هــاجِــرَةٍ أَرَنَّت

جَـنـادِبُهـا وَكـانَ العيسُ جونا


وَعــارِيَــةِ المَـحـاسِـرِ أُمِّ وَحـشٍ

تَـرى قِـطَعَ السَمامِ بِها عِزينا


نَـصَـبـتُ بِهـا رِوائي فَـوقَ شُـعثٍ

بِــمَـومـاةٍ يَـظِـنّـونَ الظُـنـونـا


إِلى أَقــتــادِ راحِـلَتـي فَـظَـلَّت

تُـنـازِعُهُ الأَعـاصـيرُ الوَضينا


وَنَــحــنُ لَدى دُفــوفِ مُــغَــوَّراتٍ

نَقيسُ عَلى الحَصى نُطَفاً بَقينا


قَــليـلاً ثُـمَّ طِـرنـا فَـوقَ خـوصٍ

يُـلاعِـبـنَ الأَزِمَّةـَ وَالبُـريـنا


مُـــضَـــبَّرَةٍ مَــرافِــقُهُــنَّ فُــتــلٌ

نَـواعِـبَ بِـالرُؤوسِ إِذا حُـدينا


إِذا الحـاجـاتُ كُـنَّ وَراءَ خَـمسٍ

مِـنَ المَـومـاةِ كُـنَّ بِها سَفينا


وَمـاءٍ تُـصـبِـحُ الفَـضَـلاتُ مِـنـهُ

كَـخَـمرِ بُراقَ قَد فَرَطَ الأُجونا


وَرَدتُ مَــدِيُّهــُ فَــطَــرَدتُ عَــنــهُ

سَـواكِـنَ قَـد تَـمَـكَّنـَّ الحُـضـونا


بِــصَــفــنَــةِ راكِــبٍ وَمُــوَصَّلــاتٍ

جَـمَـعـتُ الرَثَّ مِـنها وَالمَتينا


وَمَـصـنَـعَـةٍ هُـنَـيـدَ أَعَـنتُ فيها

عَـلى لَذّاتِهـا الثَمِلَ المَنينا


وَنــازَعَـنـي بِهـا نَـدمـانُ صِـدقٍ

شِواءَ الطَيرِ وَالعِنَبَ الحَقينا


وَطُــنــبــورٍ أَجَــشَّ وَريــحِ ضِـغـثٍ

مِـنَ الرَيـحـانِ يَـتَّبِعُ الشُؤونا


وَعَــيــشٍ صـالِحٍ قَـد عِـشـتُ فـيـهِ

لَوَ اِنَّ عِــمـادَ ظُـلَّتِهِ يَـقـيـنـا


وَأَظــعــانٍ طَــلَبــتُ بِــذاتِ لَوثٍ

يَـزيـدُ رَسـيـمُهـا سَـرَعاً وَلينا


مِـنَ العـيـدِيِّ تَـحـمِـلُني وَرَحلي

وَتَـحـمِـلُهـا مَـلاطِـسُ ما يَقينا


إِذا خَـفَـقَـت مَـشـافِـرُهـا وَظَـلَّت

بِـسـيـرَتِهـا مُـصـانِـعَـةً ذَقـونـا


عَـقـيـلَةُ أَيـنُـقٍ أَغـدو عَـلَيـها

إِذا حـاجـاتُ قَـومٍ يَـعـتَـريـنـا


أَلا يـا لَيـتَ راحِـلَتـي بَـخَـبتٍ

مُـيَـمِّمـَةً أَمـيـرَ المُـؤمِـنـيـنـا


وَإِن دَمِـيَـت مَـنـاسِـمُهـا وَأَلقَت

بِـمَـومـاةٍ عَـلى عَـجَـلٍ جَـنـيـنـا


تَـشُـقُّ الطَـيـرُ ثَوبُ الماءُ عَنهُ

بُـعَـيـدَ حَـيـاتِهِ إِلّا الوَتـينا


وَهِــزَّةِ نِــســوَةٍ مِــن حَــيِّ صِــدقٍ

يُـزَجِّجـنَ الحَـواجِـبَ وَالعُـيـونا


طَـلَبـتُ وَقَـد تَـواهَقَتِ المَطايا

بِـيَـعـمَـلَةٍ تَـبُـذُّ السـابِـقـيـنا


وَحَــثَّ الحــادِيــانِ بِــأُمُّ لَهــوٍ

ظَعائِنَ في الخَليطِ الرافِعينا


أَنَــخــنَ جِـمـالَهُـنَّ بِـذاتِ غِـسـلٍ

سَـراةَ اليَـومِ يَمهَدنَ الكُدونا


بِـــرَوضٍ عـــازِبٍ سَــرَّحــنَ فــيــهِ

سَـوامـاً وَاِنتَظَرنَ بِهِ الظُعونا


وَمـا مـالَ النَهـارُ وَهُـنَّ فيها

يُـخَـدِّرنَ الدِمَـقـسَ وَيَـحـتَـويـنا


فَــرُحــنَ عَـشِـيَّةـً كَـبَـنـاتِ مَـخـرٍ

عَلى الغُبُطاتِ يَملَأنَ العُيونا


دَعَــونَ قُـلوبَـنـا بِـأُثَـيـفِـيـاتٍ

فَـأَلحَـقـنـا قَـلائِصَ يَـغـتَـلينا


بِـغَـيـطَـلَةٍ إِذا اِلتَـفَّتـ عَلَينا

نَـشَـدناها المَواعِدَ وَالدُيونا


عَـطَـفنَ لَها السَوالِفَ مِن بَعيدٍ

فَــقُــلتُ عُـيـونَ آرامٍ كُـسـيـنـا


أولَئِكَ نِــســوَةٌ فــي إِرثِ مَـجـدٍ

كَـرائِمُ يَـصـطَـفـيـنَ وَيَـصـطَفينا


مُــدِلّاتٌ يَــسِــرنَ بِــكُــلِّ ثَــغــرٍ

إِذا أُرِّقــنَ مِـن فَـزَعٍ حُـمـيـنـا


لَهُــنَّ فَــوارِسٌ لَيــسـوا بِـمـيـلٍ

وَلا كُـشُـفٍ إِذا قُـلنَ اِمـنَعونا


ظَـعـائِنُ مِـن كِـرامِ بَـنـي نُمَيرٍ

خَـلَطـنَ بِـمَـيـسَـمٍ حَـسَـباً وَدينا


تَــفَــرَّعـنَ النُـصـورَ وَحَـيَّ مَـعـنٍ

وَســادَةَ عــامِـرٍ حَـتّـى رَضـيـنـا


وَسَـبـقٍ تَـعـظُـمُ الأَخـطـارُ فـيهِ

وَيَـحـسُرُ جَريُهُ البَطَلُ البَطينا


شَهِــدنــاهُ بِــفِــتــيــانٍ كِــرامٍ

فَـلَم نَـبـرَح بِهِ حَـتّـى عُـليـنـا


تَــبــادَرنــا إِسـاءَتَهُ فَـجِـئنـا

مِـنَ الأَفـواجِ نَلتَهِمُ المِئينا


وَمُــعـتَـرَكٍ تَـشُـقُّ البـيـضَ فـيـهِ

كَـشَـقِّ الجارِزِ القَمَعَ السَمينا


لَنـــا حُـــبَــبٌ وَأَرمــاحٌ طِــوالٌ

بِهِـنَّ نُـمـارِسُ الحَـربَ الشَطونا


وَأَفـــراسٍ إِذا نَـــلقــى عَــدُوّاً

بِـمَـلحَـمَـةٍ عُـرِفـنَ إِذا رُبـيـنا


وَرَدنَ المَـجـدَ قَـبـلَ بَني نِزارٍ

فَـمـا شَـرِبـوا بِهِ حَـتّـى رَوينا


وَجَــدنـا عـامِـراً أَشـرافَ قَـيـسٍ

فَـكُـنّا الصُلبَ مِنها وَالوَتينا


ذُؤابَــتُـنـا ذُؤابَـتُهـا وَكـانَـت

فَـتـاةَ لِوائِها المَتبوعِ فينا


وَمَـن يَـفـخَـر بِـمَـكـرُمَـةٍ فَـإِنّـا

سَـبَـقـنـاها لِأَيدي العالَمينا


عَـصـا كَـرَمٍ وَرَثـنـاهـا أَبـانـا

وَنـورِثُهـا إِذا مِـتـنـا بَـنينا


وَإِن وُزِنَ الحَـصـى فَوَزَنتُ قَومي

وَجَـدتُ حَـصـى ضَـريـبَـتِهِم رَزينا


وَمَـن يَـحـفِـر أَراكَـتَـنا يَجِدها

أَراكَـةَ هَـضـبَـةٍ ثَـقَـبَـت شُـؤونا


وَنَـحـنُ الحـابِـسونَ إِذا عَزَمنا

وَنَـحـنُ المُـقـدِمونَ إِذا لَقينا


وَنَـحـنُ المـانِـعونَ إِذا أَرَدنا

وَنَـحـنُ النـازِلونَ بِـحَيثُ شينا


إِذا نُدِبَت رَوايا الثِقلِ يَوماً

كَـفَـينا المُضلِعاتِ لِمَن يَلينا


إِذا مـا قـيـلَ أَيـنَ حُماةُ ثَغرٍ

فَـنَـحـنُ بِـدَعوَةِ الداعي عُنينا


وَتَـلقـى جـارَنـا يُـثـني عَلَينا

إِذا مـا حـانَ يَـومٌ أَن يَـبينا


هُـمُ فَـخَـروا بِـخَـيـلِهِـمُ فَـقُلنا

بِـغَـيرِ الخَيلِ تَغلِبُ أَو عِدينا


لَنـــا آثـــارُهُــنَّ عَــلى مَــعَــدٍّ

وَخَـيـرُ فَـوارِسٍ لِلخَـيـرِ فـيـنـا


وَعُــلِّمــنــا سِــيــاسَــتَهُـنَّ إِنّـا

وَرِثـنـا آلَ أَعـوَجَ عَـن أَبـيـنا


مُــقَــرَّبَــةً إِذا خَــوَتِ الثُـرَيّـا

جَـعَـلنـا رِزقَهُـنَّ مَـعَ البَـنينا


وَكُــنَّ إِذا أَبَــرنَ دِيــارَ قَــومٍ

عَــطَــفــنـاهـا لِقَـومٍ آخَـريـنـا


كَــأَنَّ شَــوادِخَ الغُـرّاتِ مِـنـهُـم

بَـوازي يَـصـطَـفِـقـنَ وَيَـلتَـقينا


أَصـابَـت حَـربُـنـا جُـشَمَ بنِ بَكرٍ

فَـأَصـبَـحَ بَـيـتُ عِـزِّهِـمُ عِـزيـنـا


أَلَم نَـتـرُك نِـسـائَهُـمُ جَـمـيـعاً

بِـأَقـبـالِ الهِـضـابِ مُـسَـنَّديـنا


بَـدَأنـا ثُـمَّ عُـدنـا فَـاِصطَلَمنا

خَـراذِمَ مِـن أُنـوفِـكُـمُ بَـقـيـنا


قَــتَــلنــاكُـم بِـبَـلدَةِ كُـلِّ أَرضٍ

وَكُـنّـا فـي الحُـروبِ مُـجَـرَّبينا


بِــأَســيــافٍ لَنــا مُــتَـوارَثـاتٍ

كَـشُهـبـانٍ بِـأَيـدي مُـصـطَـليـنـا


إِذا خــالَطــنَ هــامَـةَ تَـغـلِبِـيٍّ

فَـلَقـنَ الرَأسَ مِـنـهُ وَالجَبينا


أَلَم نَـتـرُك نِـسـاءَ بَـنـي زُهَيرٍ

عَـلى الآسـي يُـحَـلِّقنَ القُرونا


تَـمَـنَّيـتَ المُـنـى فَـكَذَبتَ فيها

وَرَوَّيــتَ الرِمـاحَ وَمـا رَويـنـا


وَمـا تَـرَكَـت رِمـاحُ بَـنـي سُلَيمٍ

لِفَـحـلٍ فـي حَـواصِـنِهِـم جَـنـينا


وَإِنَّ بَـــنـــاتِ حَــلّابٍ وَجَــدنــا

فَـوارِسَهُـنَّ فـي الهَـيجا قُيونا


وَهُـم تَـرَكوا عَلى أَكنافِ لُبنى

نِــســاءَهُــمُ لَنـا لَمّـا لَقـونـا


إِذا مـا حـارَبَـتـكَ بُـطـونُ قَيسٍ

حَـسِـبـتَ النـاسَ حَرباً أَجمَعينا


عَـلَيـكَ البَـحـرُ حَيثُ نُفيتَ إِنّا

مَـنَـعـنـاكَ السُهولَةَ وَالحُزونا


ثَـنـاءٌ تُـشـرِقُ الأَحـسـابُ مِـنـهُ

بِهِ نَـتَـوَدَّعُ الحَـسَـبُ المَـصـونا


فَـلَم نَـشـعُـر بِضَوءِ الصُبحِ حَتّى

سَـمِـعنا في مَساجِدِنا الأَذينا


يَــقُـدنَ وَلا يُـقَـدنَ لِكُـلِّ غَـيـثٍ

وَفـي رَأسٍ يَـسِـرنَ وَيَـنـتَـويـنـا


وَنَحنُ ذَوُو الأَناةِ وَإِن أُصِبنا

بِـمَـظـلَمَـةٍ حَـسِـبـتَ بِـنا جُنونا


شاركنا بتعليق وشرح مفيد